في قلب ليلة

من ليال فصل الشتاء
تنهمر قطرات المطر
تتسارع...تتزاحم
كل قطرة منها تحكي
حكاية و ألف حكاية
حكاية حياة
فاضت بعدما لمست قطرة
من قطرات المطر
بذرة دفينة
جذور يابسة...
تحكي قصتها مع ترانيم الريح
حين تراقصها
مع ومضات البرق
حين تشعلها
تحكي كيف يذاعبها الليل
في عناقات حميمية
لتخصب الأبدية
حين تسقط على أوراق عطرة
من بتولات خريفية...
تعد  بورود و أزهار
و بساط أخضر
بستائر من أغصان
وأوراق الشجر ...
تأمل غسل رفات أخلاق دفناها
و أشلاء ضمائر في التراب واريناها
تطهرها...تصقلها...تزيل عنها
صدأ الغل و الرياء...
قطرات أخرى حزينة كالعبرات
ترى أنها وليدة سحاب أسود
حجب نور القمر
و سطيع النجمات
وأنها تزيد الفقير هشاشة
تحرم الحزين من أنس البحر
و ألفة هدير الموجات...
تزيد خيبة الوحيد في وحدته
تفرغ الحدائق من الضحكات
ضحكات أطفال فيها يمرحون...
تلك هي قطرات المطر
منها رحمات و فرحات
ومنها أحزان و خيبات...
...كالحياة.
                                                  ق.م

محمد القدميري من مواليد 1953.
خريج المركز التربوي الجهوي بتطوان (الرياضيات)دفعة 1977.
خريج المدرسة  العليا للأساتذة  بمرتيل / تطوان شعبة الترجمة  دفعة 1998.
مدرس الرياضيات اعدادي (1977-1996).
مدرس الترجمة ثانوي تأهيلي(1998_2005).
حارس عام بثانوية تأهيلية(2005-2009).
مدير ثانوية تأهيلية(2009-2014).
حاليا وبعد التقاعد  :مدير مدرس خصوصية في أكادير ثم تارودانت.