الشويخ سعيد 

zaïla.Histoire 

ZAILA.COM
Asilah.fr

CULTURE LOCALE

MENU

صور من أصيلا البرتغالية..
ماسطوش  Maztos..


إن كل من يقرأ  كتاب حوليات أصيلا، ليكتشف أن كاتبه الإخباري برناردو رودركيز،  كتبها بنفس هوميري، نسبة إلى هوميروس شاعر ملحمتا الإليادة و الأوديسا، برناردو البرتغالي الدم و اللسان أصيلي المولد و النشأة، و هو بصدد  توثيق - على الأقل ما اختزنته داكرته المتقدة، بعد عودته إلى البرتغال - تلك الحملات العسكرية التي قادها القابطنة البرتغاليون في ميدان أصيلا و التي امتدت إلى تخوم قبائل جبالة، كان وفيا للكتابة التاريخية المحايدة و إن لم تكن بصفة مطلقة بطبيعة الحال، فلم تقتصر حولياته على وصف أمجاد و كذا نكبات و خسائر الجنود البرتغاليين،  من قتل  و سبي و حصول على الغنائم و خيرات المنطقة، بل شملت أيضا أمجاد و بطولات  المحاربين و المقاتلين المغاربة و هم يدوذون عن الدفاع عن تربة و طنهم، فوصفهم بما يليق بهم ويزيد و كأنه مغربي أصيل. فرسان اعترف لهم بالشجاعة و الشهامة و البطولة و هذا ما حدى بنا إلى القول أن هؤلاء الفرسان التي لا تخلوا صفحات الحوليات من أسمائهم، والذين سطروا هنا في أصيلا ملحة بطولية، لا تقل في معناها عما قاله هوميروس عن أبطال ملحمتيه، و العيب كل العيب أن تضل أسماء هؤلاء حبيسة كتب التاريخ و الحوليات ، فكان لا بد من فكرة بعثها،  أولم يتحسر أحد الشعراء المغمورين عندما قرأ أسماء بئيسة ودون معنى على يافطات دروب المدينة القديمة، سيما و أن دافيد لوبيز، تكلف بالمهمة في ملحق النسخة الأصلية لحوليات أصيلا ، وتبقى ترجمة أحمد بوشارب فرصة شائقة لاقتفاء أثر تلك الأسماء و التفاعل مع بطولاتها و التأسف لمصائرها التراجدية. على أي حال هي رسالة واضحة بلا تشفير لمن يهمه الأمر من المسؤلين على تدبير الشأن المحلي بمدينتنا.
عودة إلى الصور، مكان  ماسطوش، هو امتداد لتل فرانو دا سيلفا منتهيا إلى شاطئ المحيط الأطلسي، هذا المكان كان شاهذا على مقتل أحذ أشهر المقاتلين المغاربة و أبرزهم على الإطلاق، إنه علي الرواش، مقدم جبل حبيب ، برانردو   أفاض في ذكر بطولاته و خصص  له فصلا كاملا ضمن أحدات 1518 عندما جاء إلى أصيلا لتحرير أمه من الأسر و مكوته فيها و لقائه مع الفرسان و النبلاء البرتغاليين و الذي حضره رودركيز ونقل لنا ما جرى على لسان النبلاء و الفرسان من مدح واعتراف بالفروسية و الشجاعة في حق شخص علي الرواش، ليسترسل في سرد الأساطير المنسوجة حوله و منها كونه كان يخترق صفوف الجنود البرتغاليين و يذخل معهم إلى المدينة من دون يتمكن من معرفته أحد، ما يلبت أن يغادرها في غفلة المراقبين و كأنه واحد من سكانها.  و كذلك  ماقلناه في القصائد مرجع..
"عجبي..
أترود جوادك العطش،
تلبس سواد الليل سترة..
و تدخل أصيلا..
  لتسقيه من سقاياتها
  و تعود أدراج الفجر..
   إلى جبل الحبيب.
   .
   .
    الكونديسا ترقبك في مرآتها،
    سحنتك،
     غبار الساحات و المعابر..
لكن يبقى الأهم في هذا الفصل هي تلك الدوخة و الحيرة التي استبدت ببرناردو رودريكيز، و هو يصف طريقة موت علي الرواش الغريبة وما شكلته من حسرة على مقتله على غير ما أراده  الجنود البرتغاليين الذين عاندهم القدر و حال دون نيل تلك الجائزة السخية المخصصة لقتله، التي تنقل صاحبها من فقر العامة إلى غنى النبلاء، الجميع كان يطمع في أن ينال شرف قتل علي الرواش و أن يذخل رأسه مقطوعة معلقة على رأس رمحه
ليتدحرج في دروبها
و يلعب به أطفالها
و يعلق على باب البحر .
و تسكنه جمجمته الريح الشرقية وتنعب.
ومن يتمكن من ذلك ينال شرف قتل ألد أعداء مملكة البرتغال.
علي الرواش مات بطلقة رصاصة طائشة، أصابت صدره و هو بجانب المولى إبراهيم، القائد على منطقة جبل حبيب، - و هو بالمناسبة ابن علي ابن راشد و أخ السيدة الحرة سيدة شفشاون - في غارة قادها  ملك فاس بنفسه المولى الشيخ ، على رأس 3000 من أمهر فرسان مملكة فاس.
تلك الطلقة الطائشة التي أصابت علي الرواش نسبها الجميع إلى الإسكافي أنطونيو ألفاريش، الذي كان بجانب الكوند مانويل ماسكرنياش، صاحب بندقية الطلقة الطائشة قتل بدوره في نفس اليوم و سأقف بدوري في الآتي من صور من أصيلا البرتغالية، في المكان الذي قتل فيه ، و الجهة التي  عبرها سباحة نحو الضفة الأخرى من واد الحلو المقاتلون المغاربة، بعد قتلهم له و الإلتحاق بموكب علي الرواش..
  علم مملكة فاس من ثوب مكة..
غطو علي الرواش، و اردفوه،..
  وانسحبو إلى واد  اشرقان
  محلة ملك فاس و عرشه الترابي..

سعيد الشويخ

الشويخ سعيد