zaïla.AbdesArt 

الشويخ عبدالسلام

ZAILA.COM
Asilah.fr

CULTURE LOCALE

MENU

الشويخ عبد السلام

المدرسة الوطنية للفنون الجميلة بتطوان: بين الإرث الاستعماري وبزوغ فن مغربي حديث ( نقد فني )
الشويخ عبدالسلام، فرنسا


تأسست المدرسة الوطنية للفنون الجميلة بتطوان سنة 1945 على يد الفنان الإسباني ماريانو بيرتوتشي، وكانت منذ نشأتها أداة رئيسية في المشروع الاستعماري الإسباني بالشمال المغربي. فقد هدفت إلى تكريس الحضور الثقافي الإسباني عبر الفن، من خلال فرض جمالية أوروبية متطورة أُقصيت بسببها كل أشكال التعبير الفني التقليدي المحلي.
تم تلقين الطلبة تقنيات أوروبية متقدمة مع تجاهل تام للهوية الفنية المغربية، في محاولة لصياغة نخب ثقافية مغربية تلعب دور الوسيط بين المستعمر والمجتمع المحلي. وغالباً ما استُعمل هؤلاء الفنانون كأدوات دعائية تُمثل "نجاح" المشروع الثقافي الاستعماري الذي سعى إلى إضعاف الهوية الثقافية والإنسانية للمغاربة.
تحت تأثير بيرتوتشي وغيره من المستشرقين الإسبان، شُجّع الطلبة على تمثيل المغرب بمنظور فلكلوري استشراقي: مشاهد من الحياة اليومية، شخصيات تقليدية، مناظر طبيعية خلابة، لتغذية النظرة الأوروبية الرومانسية عن المغرب وخدمة أهداف الدعاية الاستعمارية.
مع مرور الوقت، بدأ بعض الفنانين المغاربة الذين تلقوا تعليمهم في هذه المدرسة في إدراك خطورة التوجه الثقافي المفروض عليهم. فبادروا إلى المزج بين التقنيات الأوروبية والمواضيع المغربية الأصيلة، من خلال تمثيل الأسواق الشعبية، المدن العتيقة، الطبيعة والمعمار التقليدي. وقد شكل هذا الاتجاه خطوة أولى نحو استعادة الهوية الثقافية عبر الفن. وظهرت بذلك واقعية مغربية تبرز العمق الثقافي للمغرب، مع تركيز خاص على المنطقة الشمالية.
وبعد الاستقلال سنة 1956، حمل فنانان كبيران، هما محمد مليحي ومحمد شبعة، مشعل التجديد الفني، من خلال رؤى حرة ومتحررة من إرث المدرسة الاستعمارية. اشتغلا على خلق فن مغربي حديث يستمد روحه من الثقافة المحلية، ويعبر عنها بلغات تشكيلية معاصرة. وبفضلهما، بدأ الفن المغربي يخط لنفسه مساراً فكرياً مستقلاً، يعكس هوية مغربية متجددة ومتعددة الأبعاد.

السيد محمد الحساني