zaïla.AbdesArt
الشويخ عبدالسلام
ZAILA.COM
Asilah.fr
CULTURE LOCALE
MENU
تحليل جمالي وتفسيري لعمل تشكيلي للفنان الشويخ عبدالسلام بتقنيات تجريدية وتأثيرات تكعيبية معاصرة ( نقد فني )
الشويخ عبدالسلام، فرنسا
هذا العمل الفني يتميّز بتكوينه الخطي والغرافيكي، حيث تنبع الحركة من إيقاع داخلي، موجّه من لاوعي الفنان. فالإبداع هنا لا يخضع لمعايير مسبقة، بل ينبثق من إيماءات تلقائية تعكس نبض الذات. يظهر في التكوين وجهان ملتصقان: أحدهما لذكر والآخر لأنثى. يوحيان بعلاقة حبّ في بداياتها الأولى، حيث يتجلّى الشغف والانجذاب المتبادل.
ملامح الوجهين مشوّهة عمدًا، مجزّأة إلى وحدات هندسية صغيرة، في استحضار واضح لأساليب المدرسة التكعيبية كما ابتكرها بابلو بيكاسو في بدايات القرن العشرين، لكن هذه المرة بروح معاصرة تستلهم من أعمال فنانين مثل George Condo، أو حتى بعض اتجاهات الفن الرقمي التي تتعامل مع الوجوه كمساحات تفكيكية تُعيد تركيب المعنى. هذا الأسلوب لا يطمس المشاعر، بل يمنحها بعدًا جديدًا يعبر عن تعقيد العلاقة الإنسانية وتداخل الأبعاد النفسية والجسدية.
الوجهان يحتلان واجهة المشهد، ونظراتهما الثابتة نحو المشاهد تشكّل لحظة مواجهة وجدانية، كما لو أنّهما يحاولان إيصال شدة الحب والانجذاب الذي يربطهما. أما الخلفية، فهي مملوءة بخطوط متقاطعة وتظليلات هاشورية، تعمّق التباين وتُبرز العناصر البصرية بشكل أقوى.
تثير هذه اللوحة تساؤلات حول الإدراك الجمالي. البعض قد يراها بلا جمالية، ربما نتيجة لانعدام الواقعية أو لتشوّه الأشكال. لكن آخرين يرون فيها جمالًا آخر، متحررًا من المعايير الكلاسيكية، وجمالًا يتجلّى في التعبير والرمز وكسر القوالب. فالجمال في هذا السياق ليس قيمة ثابتة، بل مفهومٌ نسبي يختلف باختلاف المرجعيات الثقافية والتجارب البصرية.
هذا النوع من الممارسات التشكيلية يدخل في صميم التجريب المعاصر، ويقارب تجارب فنية جديدة كما نراها في أعمال فنانين عرب معاصرين مثل أيمن زيداني أو هالة القوصي، الذين يعيدون مساءلة الجمال والتعبير من خلال تفكيك الشكل وطرح الأسئلة بدل تقديم الأجوبة. وبالتالي، فهذه الأعمال تُساهم في توسيع الأفق النقدي، وتغني التفكير الفني بتعدديته وجرأته على كسر النمط.