الشويخ سعيد 

zaïla.Histoire 

ZAILA.COM
Asilah.fr

CULTURE LOCALE

MENU

الميناء الذي كتب أن لا تنتهي الأشغال فيه..


رغم التجربة المغربية الكبيرة، في بناء مشاريع الموانئ العملاقة، كميناء طنجة المتوسط و ميناء طنجة الترفيهي و غيرهم من الموانئ الكبرى المتواجدة على امتداد الواجهتين البحريتين، يضهر لزائر ميناء أصيلة أن هذه التجربة قد سقطت و وهوت، فرغم المبالغ المالية المهمة المخصصة لإعادة هيكلته و الأطر التقنية و مكاتب الدراسات التي أشرفت على تصميم مدخله كل ذلك لم يفي بالغرض المأمول و هو جعل ميناء المدينة كرافد من روافد تنميتها الإقتصادية و الإجتماعية..
و حقيقة أن أسس و أساس هذه الأخطاء هو جعل مدخل ميناء قريب جدا من الشاطئ كما أن مدخله قريب من مصب واد الحلو الذي يجرف الرمال إلى مدخله، لتزيد رياح الشرقي القوية خطورته و التي تسبب أمواج عاتية لتجعل عملية دخول و خروج زوارق الصيد التقليدي محفوفة بالخطر و هو ما أدى إلى انقلابها في مرات عديدة سواء قبل إعادة توسعته - حيث سمي حين ذاك بباب الموت بسبب موت العديد من البحارة -أو بعد عملية الهيكلة هاته..
زبدة القول من كل هذا، أن هناك استشارة جائتنا من القرن الخامس عشر ، تفصل في أمر ميناء أصيلة و تحتم نقله إلى مكان آخر ، و هذا ما حدى بي إلى الإبقاء على تلك الصورة في واجهة صفحتي الفيسبوكية و التي وضعها الفنان التشكيلي عبد السلام الشويخ، صاحب موقع زيلا.كوم، كفعل رمزي للمطالبة بعودة الشاطئ الرملي لواجهة مدينة أصيلة، كما كان قديما و المعروف عند أهالي المدينة بشاطئ النصارى..
لكن ماذا قال برناردو رودركيز ، في شأن ميناء المدينة?
هنا أملأ بياضا تركه في مؤلفه، و أضع فيه مقولة قالها الملك ألفونسو الخامس، و ليس عبد الرحمان المجدوب كما هو متداول " مدينة صغيرة و محائنها كبيرة" قالها ألفونسوا في فجر اليوم الأول لاحتلال ثغر أصيلا بسبب غرق العديد من رجال دولته من نبلاء و جنود، بسبب هيجان البحر و انقلاب سفنه و هم بصدد الرسو في مونها الصخري.."كانت الأمواج الهوجاء جند من جنود الله كما يقول أتباع محمد" هكذا همس قس براغا في أدن ألفونسو الخامس عندما نصب خيمته على مشارف واد الحلو، قبل أن ينتقم من الآهالي في مدبحة المسجد الأعظم...
بيرناردو، ذهب بعيدا عندما أرجع سبب إخلاء مدينة أصيلا، إلى مينائها بسبب صعوبة الملاحة فيها و كثرة غرق و انقلاب السفن البرتغالية عند مدخله، و ذلك راجع إلى الأسباب التي ذكرتها آنفا، تيار واد الحلو، رياح الشرقي و علو الأمواج. و هذا كان عائقا لتزويد المدن البرتغالية بخيرات المنطقة، وبذلك أصبحت أصيلا المستعمرة مدينة غير نافعة، للتاج البرتغالي و قل عنها الدعم المالي و العسكري، وزاد ضغط مقاومة قبائل جبالة من حدة تأزم الوضع الإقتصادي فيها، ليتم رفع الدعم ملك البرتغال لثغر أصيلة و يقتصر على طنجة..