حميد الحراق

zaïla.Poésie 

MENU

CULTURE LOCALE

ZAILA.COM
Asilah.fr

وأنا أتجول اليوم، بدروب أصيلة، المدينة التي غبت عنها طويلا، التقيت بأحد الأصدقاء القدامى، الذي عشت معه طفولتي الجميلة، وتقاسمنا ذكريات أجمل. لقد تفاجئت، وصدمتني هيئته، ولباسه، وتصرفاته، وأفعاله. ومن خلال هيئته، عرفت أنه أصبح مدمن المخدرات القوية. طلب مني بعض النقود، فمكنته منها، وانصرفت وأنا حزين على ما أصبح عليه هذا الصديق، الذي كان مثالا في الأناقة، والأدب، والأخلاق، وبكيت كثيرا في تلك الليلة، وهجرني النوم. فقمت من فراشي، وأخذت ورقة وقلما، فكان ميلاد هذا النص الزجلي المتواضع، أحاول أن أنصح فيه شباب مدينتي الذين ضيعهم الإدمان.


علاش تمشي برجلك لهاذ الجايحة.

اصغيو لي يا شباب،
وسمعوا مني مزيان..
هاذ النصيحة.
شوفوا يا ولادي،
لصبحتوا اليوم خبراء..
في جميع السموم.
ولحصلتوا في البلية،
على أعلى دبلوم.
عارفك غد تقلب على تبرير،
وتقول لي راك باغي..
غي تنسى الهموم.
علاش، راك برجلك،
كتمشي لهاذ الجايحة..
بلا ماتفكر، ولا تقدر..
قيمة الصحيحة.
وليت دائما كتجري،
مور هاذ النزوات القبيحة..
وخا راك عارف مزيان..
بلي راها ماشي صالحة.
علاش متكونشي فحال قرانك،
لكيقراو، ويجتاهدوا..
وكيمارسوا جميع الرياضات.
منهم لنجحوا، وتألقوا،
وأسماؤهم في العالم تعرفات..
ومنهم لحققوا الإنجازات.
حيث اجتهدوا، وخدموا،
وما كانوا كيعرفوا أبدا..
لا سهير، لا بليات.
نسيت راسك، حتى غرقت،
فبحر كبير، وعميق.
وليت كتعلق فين تفلق،
وتقتل نفسك عرق بعرق.
ما بقت تحن في ذاتك،
وما بقت عليها تشفق.
البلية غاديا وكتقضي عليك،
وأنت ما حس، ما شعر..
واللي فيك ما مهنيك.
يا ربي يشوف من حالك،
ويرفق، ويعفو عليك.
هاذ البلية قضات عليك،
وللقبر قريبة تديك.
بعدما خانتك الصحة،
وتخلات عليك.
المهم هو السم تشريه،
وما يهمك راسك، ولا كرشك.
عايش معذب في حياتك،
كتسنى حتى يوصل وقتك.
حتى عائلتك نفراتك،
بعدما نساتك، وهملاتك.
هاذ المساج لجميع الشباب،
كنهديه اليوم.
ونذكرهم بالكلام،
لقال الله في الكتاب.
تهالوا في نفوسكم،
وما تلقيو بها العذاب.
راكم على صحتكم عتسألوا،
وتحاسبوا حساب.
حاولوا توبوا، وترجعوا،
إلى طريق الصواب.
                                                       حميد الحراق.

حميد الحراق